واعدنا القمر ليلة نتسامر
فأسبل علي خيوطا من نور
و فاض المكان أنسا و سرور
و هاتفني أنّ الغد نزرعه بأكمام الزهور
ونلاعب اوراق الشجر في مرح بدون كدر
ونشجي بنشوة مع الغدير بصوت الخرير
و ننشد مع أطيارنا أنشودة المطر
و نرقص مع النجوم رقصة جرح العصفور
و نمسح عن آلامنا ببلسم الامل و السرور
و نغدق من حولنا حنانا و كفور
***
فهمست بحرقة تغدو في القلب
قد أضحى ربيعي في حاله متقلب
بل رأيته كالهشيم المحتضر مغلوب
و سنابله المخملية تلاشت مع التراب
و أفل ضوء القمر فدوما في غروب
و جاهدت في رسم لوحتي بريشة تنتحب
فخطّت رمادا و دموعا لن تجفّ عن قريب
و انصهرت الوان الطيف فصارت سودا ملتهب
و أظلم ليلي تداعبني عبرات طهّرت بي ذنوب
و لامست جفنا ساهرا دون ملل أو تعب
فسالت تلاحق رفيقتها لتغسل كل كرب
لاح قبس ضوء من بعيد يقترب
إنه الأمل قد زارني كالغريب
بلفح من إيمان تبشبش منه قلب
بلى إنها تهاليل إسلام من جديد أشهبِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق