الخميس

قصةُ عفـــــافِ

 
بسم الله







قصة فتاة رامت لنفسها العفّة و الطهر..

بلى إنّه الحياء ارتسم على محياها ..

يزهو مقلتيها حب الإيمان و العفاف..

يتراءى لها حلما جميلا يطالع طموحاتها ..

و يرنو ناصعا ينتظر آوان حصاده..



لما كانت صبيّة علّمتها أمها الأدب و الحشمة..

و أنّ عُشّها الجميل يصونها من عبث الصبيان و مشاكساتهم ..

و كان والدها يوصيها بالبقاء في البيت لكي تتعلّم و تتهذّب ..

فالبنت المهذّبة لا ترضى لنفسها اللّهو و هدر حياتها في اللعب ..

فتطبّعت بطباع حب المنزل و القرار فيه..

دون أن تعلم أنّ دينها رضيَهُ لها...

و أنّ مولاها كرّمها بالقرار فيه ..



فأضحت جليسة الدار ..مرتاحة البال..يؤنسها كتابها و يسعدها في فراغها ..

و تمرّ أيام و أيام لتتزيّن بالحجاب ..

فترتقي به عاليا ..تعانق عبق العفة و الستر ..

لن أطيل عليكم..

فالكلم يأبى أن يُخرج مكنون القلب من الحُرقة و الألم ..


...


..


و يبقى الحديث ذو شجون 

فأرفع قلمي فقد أضحى عصيّ المداد...

عسى في وقت قريب يحنّ و يُسبل من عباراته ما يُعنى 


للحديث بقية 


أعذروني فكلماتي من وحي اللحظة 

فمتى جاد قلمي أضعه ..
   


: ))







و أينعت كما تزهر الزهور ..فتحجبت بخمار زانها و رفع من شأنها بين صوحيبتها و لكن ترائ لها أن هناك نقص ..
بلى فهي قد فطرت على حب طاعة الله ..كما يكون من الطبيعة أشواك تُحاط حول الورود .
فأصبح هاجسها حجابها و كيف لها أن تتعلم دينها .
 و قد اعتادت قراءة الكتب فقد كان جليسها كتابها و راحتها عندما تمتد على فراشها لتنهم من زاد المعرفة .
 فتبحر معه حيث الصحابة و التابعين و الملوك يرفعون راية الإسلام في أقطار كثيرة .
.و رافقت الأحلام لبعض الشعراء و الأدباء تلامس منهم رقة الشعور و فصاحة العبارة و قوة الحس لمشاكل الواقع .


حملت زادها طيلة دراستها الثانوية ..و هنا فقدت تلك العفيفة بعض من مبادئها .
فقد تصادمت مع أفكار و تضاربت مع أفكارها لتعلن عن ضياعها في هذا المجتمع الذي لا يعترف بالصبية الضعيفة .
فعندما تضيع النفس و تضعف ..تسارع نحو ربها لتطلب العفو و المغفرة لتجدد العهد .
 فصاحبتنا قد عرفت بانطواءها و هدوءها ..فمتى ما أردت البحث عنها فهي أمام البحر صديقها الدائم الصامت أو في إحدى الزوايا التي لا يراها أحد و لا يفطن إليها.


وتمر الأيام فيزداد تعلقها بدينها و حبها للطاعة ، فتجاهد في ذلك جهادا ..
بلى فهي بين عائلة غير ملتزمة نوعا ما و بين صويحيبات و أصحاب في الفصل ..
نعم أخيتي أصحاب فهي في مدرسة مختلطة تتآلف العلاقات فتصبح البنت لا ترتاح إلا إذا حدثت ذاك الشاب أو هاتفته.ولا تجد الراحة إلا عند هذا الفتى فهو يفهمها أكثر من بنات جنسها .
و قد قدّر لها ربها خيرا ، عندما اختارت شعبة في دراستها لا يحبها الشباب لأن في بلادنا تقصير في تنمية تعليمهم و يكاد يشبه من التفاهة بمكان  ..فصار معظم الفصل بنات .فحمدت ربها أن أبعدها  عن هذه الفتنة .
و قد حان الوقت لتشمر عن ساعديها لحفظ كتاب ربها و تقرأ أكثر عن دينها . ولكن الحقيقة واجهت مشكلة ، فهي لا تمتلك كتبا دينية .

و بمأن صديقتنا عنيدة نوعا ما ، فقد استعارت من صديقة لها كتبا لتفسير القرآن الكريم .. ياالله ..كتاب ديني بين يديها يا لها من فرحة لا تقدر بمال ..فطالما حلمت بمكتبة تحتوي على نصيب وافر من الكتب تمتع نظرها بهم .
فتنهمك بقراءة تفسير آيات ربها بين تدبّر و خشوع و بكاء و حلاوة تطلب المزيد .فكثيرا ما تستوقفها آيات تظل ترددها و تقرأ تفسيرها و تظل حائرة ..إن في هذه الآية معاني يعجز عقلي عن تدبرها و استخراج دررها ..فلا تسمع سوى لسان يلهج ، سبحان ربي ..سبحان ربي .


و تتطلع صاحبتنا إلى كتب أخرى تغرف من معينها ..نعم هو أباها ..فهي المدللة و المحببة لقلبه وهو يعرف جيدا حبّها للمطالعة . نعم هو لم يربيها على معرفة الله حق المعرفة و لكن يبقى فضله على رأسها فهو لا يبخل عليها بشيء مهما كان. تُرى ماذا سيشتري لها أبوها من الكتب و كيف ستؤثر بها و ماهي أحلى ذكرى لا زالت تُنعش قلبها ؟


0 التعليقات:

إرسال تعليق